لا تحتقر الذنوب
عن سهل بن سعد (ر) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد . فجاء ذا بعود فجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم. وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه (رواه أحمد)
الذنوب في نظرة الإسلام صنفان: الأول كبائر من الذنوب التي ينهى عن فعلها تماما والآخر صغائرها. الذنوب تعتبر خطورتها باعتبار أحوال المذنب النفسية ونظراته. كما أن قتل النفس - على سبيل المثال- تعد من الكبائر إلا أننا نرى في التاريخ، الحوادث التي قبلت فيها توبة القاتل الذي قتل مائة نفس. وهذه هي جملة ما رواه الإمام مسلم رحمه الله. أن رجلا من بني إسرائيل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أتى راهبا فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له توبة؟ فقال الراهب: لا ، فقتله الرجل فكمل به مائة.
أتى عالما آخر: فسأله نفس السؤال فقال العالم: نعم. انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت. مع ذلك كفر عنه سيئاته. برغم من أنه لم يفعل خيرا قط إلا أن شدة حرصه وتحريه للتوبة والرجوع من الذنوب قد أنجاه من العذاب.
السيئات تكون هلاكا حينما تحتقر وتكرر كما أن المطر المستمر- على سبيل المثال- تنتج الفيضانات، كما أن الفيروسات المخفية عن الأعين تصيب الإنسان وتقتله، الذنوب لا بد من الحذر منه وإنه خطيرة جدا سواء أكان من الكبائر أو الصغائر
للمؤمن الحقيقي الذي رسخ إيمانه بالله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- تكون الصغائر له عظيمة للغاية ما وراءها غاية. كما أن الجالس تحت جبل شامخ مثلا يخاف من سقوط الجبل على رأسه، يخاف المؤمن من أن تهلكه الذنوب والسيئات. فلذلك يحرص على التوبة من الذنوب وعدم تكرارها مرة أخرى في الحياة. ولكن تكون الذنوب بالنسبة لمنافق حقيرة كالنحلة التي تمر بين يديه.
فهو لا يرى نفسه قد أذنب ويبدأ يتكررها مرارا طول حياته. فالحاصل أن تكرار الذنوب والخطيئات وإن كانت من المحقرات تكون سببا لهلاك نفس المذنب، كما رأينا في الحديث النبوي الذي سبق ذكره
أديب اسماعيل كارات
بكالوريوس أفضل العلماء السنة الثالثة